"إذا المرء لا يرعاك الا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسف ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجئ تكلفا ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة با لجفا وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سرا كان بالأمس قد خفى سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا الصداقة كم من صديق باللسان وحينما تحتاجه قد لايقوم بواجب أن جئت تطلب منه عونا لم تجد إلا اعتذار بعد رفع الحواجب تتعثر الكلمات في شفتيه والنظرات في زيغ لأفق ذاهب يخفي ابتسامته كأنك جئته بمصائب يرمينه بمصائب والصحب حولك يظهرون بأنهم الأوفياء لأجل نيل مآرب وإذا اضطررت اليهمو أو ضاقت الأيام مالك في الورى من صاحب جرب صديقك قبل أن تحتاجه أن الصديق يكون بعد تجارب أما صداقات اللسان فانها مثل السراب ومثل حلم كاذب"