"قالت : وماذا بقِي من العجبِ فتعرفهُ ؟ قال : أعرفُ متزوجاً، أحبّ أشدّ الحبّ وأمَضّهُ، حتّى استهامَ وتدلَّه، فكانَ مع هذا لا يكتبُ إلى حبيبتهِ حتّى يستأذِنَ فيها زوجَتهُ، كيلا يَعتدي على شيءٍ من حقّها ، وزوجتهُ كانَت أعرفَ بقلبهِ وبحبِّ هذا القلبِ، وهي كانَت أعلمَ أن حبّه وسُلوانهُ إنّما هُما طَريقتانِ في الأخذِ والتَّركِ بين قلبهِ والمعاني، تارةً في سبيلِ المرأةِ وجَمالِها، وتارةً في سبيلِ الطّبيعةِ ومَحاسِنِها ، فتنهّدت وقالتْ : يا عجباً ! وفي الدُّنيا مِثلُ هذا الزّوجِ الطّاهِر، وفي الدُّنيا مِثلُ هذه الزّوجةِ الكريمةِ ؟ ..."
1880-01-01 مصر